لا بد لي من الإعتراف بأن العودة لهذه المدونة كانت درساً مهماً لي. لقد اصابني احباط حقيقي عندما عدت وقرأت كل هذه الترهات... لقد شعرت بالغثيان من ضعف هذه الفتاة التي لسنوات كثيرة كانت مثيرة للشفقة حقاً. ولكن في نفس الوقت قررت أن لا أزيل وجودها وقررت أن لا أكون مثلها مجدداً ابداً... نعم، العودة للوراء في بعض الأحيان تكون متعبة وتشعر الإنسان بنوع من الذل والمهانة، أن ينظر لنفسه من مكان مختلف... من مكانٍ أفضل. أن يخجل من شخصيته السابقة، من ضعفه وفشله وخيبات أمله. ولكن ذلك لا يعني أن لا ينظر ليتذكر بأنه اليوم في حالٍ أفضل، بأن كل تلك الإنكسارات كانت سبباً في أن يستيقظ من سباته ويعود للحياة من أوسع الأبواب ويبدأ من جديد في تشكيل شخصيته ورسم أحلامه وطموحاته. قد لا يكون هناك الكثير ليضاف ولكن هناك متسع لأشياء جميلة...
خلال هذه السنوات وجدت أنني أقترب أكثر من تلك الصورة التي رسمتها في مخيلتي عني... تعرفون بالطبع ذلك الشعور بأنكم تنظرون لأنفسكم من خارج أجسادكم وتتابعون مسار حياتكم من زاوية مرتفعه قليلاً تشاهدون رؤوسكم من الخلف وتنتقدون تسريحة شعركم الغير مرتبة فتذهب يدكم تلقائياً للخلف لتعبث برؤوسكم وتحاول تصفيف الشعر بطريقة أكثر أناقة. تعرفون ذلك الشعور حين تنتقدون مشيتكم السخيفة ووقفتكم المنحنية وضحكتكم المتكلفة.. تعرفون كل هذا بالتأكيد
الأن وبعد ملاحقة نفسي لفترة من الوقت اكتشتفت بأني لست سيئة للحد الذي توقعته فهناك الكثير من الصفات المميزة التي اعجبت فيها حقاً بعد أن راقبتها عن كثب بمنظور الطرف الثالث. هناك الكثير من الأنانية طبعاً والكثير من العنجهية أيضاً ولكن هناك بعض الإصرار والقدرة على التحمل والكثير الكثير من الحب فأنا ببساطة أحب هؤلاء الناس الذين يعيشون حولي. أحب شخصياتهم المتفردة و شغفهم بما يفعلون، أحب ألوانهم وطبائعهم وأحب نفسي وأنا معهم. أحب كسلهم وخططهم الملغاة في آخر لحظة. هم كثيروا الضحك قليلوا الكلام، وجودهم بقربي له معنى واحد وهو أن العمل سيتوقف حتى يتركوني بسلام ولكني لا أستطيع مقاومة وجودهم حولي
أكتشفت بأنني أيضاً سريعة النسيان، فعندما عدت وفتحت المدونه بعد سنوات من الغياب وجدت بعض المسودات التي يبدو أنني احتفظت فيها ببعض الرسائل الشخصية. تلك الرسائل التي تجعلك تفكر ملياً في سبب الإحتفاظ بها. بعد أن قرأتها بعد أن كانت عيناي تشارفان على الإلتصاق بشاشه الحاسب الآلي وجدت نفسي أعود للوراء فجأة وأنا مندهشه بأنني قرأت هذه التفاهات وأنني في يوم ما بكيت بسببها وأنني احتفظت بها ليبقى العذاب والحزن والضيق للأبد. فما كان مني إلى أن وضعت اشارات على كل المربعات وضغطت زر الحذف بلا أي ندم. حذفت كل تلك الخيبات وأنا أبتسم وأنا سعيدة بأنني اليوم لا أذكر حتى اسم من أرسل هذه الرسائل ولا سبب ارسالها ولا احساسي وقتها. ولكن لا بد أنه كان شعوراً مقيتاً وأنا اليوم سعيدة جداً بنسيان كل هذه المشاعر
اليوم لا أكتب لأحد ... فقط لنفسي وللتعبير عن سعادتي ورضاي وتحرري التام من كل تلك الأحزان والضغائن والأوهام
No comments:
Post a Comment