Saturday, October 28, 2017

Rain in Skyrim





دعوني احدثكم اليوم عن هوسي بعالم "سكايرم" نعم هوس بخريطة وتضاريس هذا العالم الإفتراضي الخيالي. لقد استطعت خلال السنوات الماضية ان انغمس تماما في تفاصيل هذا العالم لدرجة انني استطيع تخيل طرقاته المرصوفة بالحجر واجوائه المتقلبه فتاره تجد نفسك تصارع لترى أمامك بين الثلوج وتارة تجد نفسك تستمتع بخيوط الشمس تحت الأشجار ولكن أفضل الأجواء عندي هي حين تمطر، ومطر "سكايرم" مختلف تماماً لأنك تستطيع أن تستنشق رائحة التربة الرطبة وأوراق الأشجار المبتلة. وقت المطر في سكايرم هو وقت رحلة طويلة سيراً على الأقدام دون حصان ودون عربة فقط المشي تارة على الطريق بين "سوليتود" و "ريفتن" وتارة بعيداً بين الهضاب وانا استكشف بقايا عمران حضارة الأقزام ولا بد أن اصادف في رحلتي بين هذه المناطق مدينة بنيت بجانب نهر أو منفذ يتجه صوب معبد.

 في "سكايرم" هناك الكثير من الصراعات السياسية بين أهل الأرض وبين الإمبرياليه التي تعقد صفقات مع العدو وهناك الكثير من الأعراق التي تبحث لها عن مكان تسترزق منه وبلد تحظى فيه بالأمان والعيش الكريم. "سكايرم" لا تخلو من القصص الخيالية والأساطير التي يبدو أنها أقرب أن تكون حقيقة، فحين تقرر أن تنطلق في رحلة بين مدينتين لا بد لك أن تحترس من الحيوانات المفترسة وقطاع الطرق وأن تبتعد تماما عن أوكار مصاصي الدماء ولا تنسى أن تكون يقظا وحذراً من القتلة المأجورين ولكن كل هذا لا يقارن بما قد تصادفه حين ترفع رأسك للسماء وتشاهد تنيناً يطير فوقك! نعم لقد عادت التنانين ل"سكايرم" ولا بد من أن تقاتلها وتنتصر فكل "سكايرم" تعتمد عليك. أنت هو البطل الذي تحدثت عنه الأساطير. البطل الذي سيحرر "سكايرم" من بطش التنانين.

  هناك مدن كثيرة في هذا العالم.شمالي شرق "سكايرم" تقع "ونترهولد" مدينة بردها قارص والعيش فيها متعب ولكنها مدينة كلية السحر التي لا بد لك من الإنضمام لها لتتعلم أصول وفنون هذا العلم، فالسحر قادر على أن يحميك  وقادر على أن يشفيك وقادر على أن يجعلك غنياً. غربي "ونترهولد" تقع مدينة  "دونستار" مدينة باردة أيضاً ولكن جوها أفضل بكثير من جو "ونترهولد" تقع "ويندهيلم" جنوبي شرق "ونترهولد" وهي مدينة السكان الأصليين لهذا العالم كما يدعون. ويسكن هنا قائد جيش المتمردين على الحكم الإمبريالي وهو رجل يدعى "أولفريك ستورمكلوك" شخصية قوية وقيادية بالفعل.

 في أقصى الجنوب الشرقي ستجد مقاطعة "ريفتن" محضن اللصوص وقطاع الطرق والتي لا بد من أن تزورها لتتعرف على اللصوص فيها. في قلب "سكايرم" تقع مدينة جميلة وهادئة اسمها "وايترن" وفيها تجد الراحة والهدوء والسكينة. هناك تستطيع شراء بيت لك تعود له بعد مغامراتك في كهوف يحكمها الموتى الأحياء أو بعد ان تتفقد بقايا حضارة الأقزام التي تملك أجهزة متطورة للغاية لا تتناسب مع شح التقنية والتطور في "سكايرم" التي ما زال أهلها يعيشون في بيوت من حجر وطين ويتنقلون بالعربات والخيول. بيتك في "وايترن" له اسم واسمه "بريز هوم" بيت صغير بسيط ولكنه جميل جداً يشعرك بالراحة والأمان.

جنوب "وايترن" تقع قرية صغيرة جميلة اسمها "ريفروود" وهي أول مدينة تدخلها بملئ ارادتك لا بد لك من أن تشعر بالحنين تجاهها بين تارة وأخرى لأن لها جو ساحر خاص جداً. 

تقع "فالكريث" في أقصى الجنوب، جوها معتدل ولكنها ليست كبيرة أو مميزة. آفضل ما ستجد فيها هو أن حاكمها سيبيعك أرضاً تستطيع أن تبني لك بيتاً عليها. في أقصى الجنوب ستستقبلك أبواب مقاطعة "ماركارث" المدينة التي بنيت على أطلال حضارة الأقزام. مدينة بجدران حجرية وسلالم حجرية وبيوت من الحجر ومطعمة بمعدن الأقزام الذين كانوا بارعين في الحدادة ولهم بقايا منتشرة في كل مكان في العالم. ولكن "ماركارث هي المدينة الوحيدة التي استفادت من بقايا هذه الحضارة فاتخذتها مدينة لها. هنا ستصادف المؤامرات بين سكان المدينة وبين مشردي ال"فورنسورن" الذين يحيكون المكائد ليستعيدوا هذه المدينة التي يدعون أنها لهم

أما "سوليتود" عاصمة "سكايرم" فتقع شمال شرق مقاطعة "ماركارث" وهي مدينة كبيرة يستوطنها حاكم "سكايرم" وجيشه الإمبريالي" الناس هنا يعيشون برخاء وراحة وبنيانها أكثر فخامة وهنا تستطيع أن تنظم لكلية الشعراء لتتعلم الغناء والعزف 

في "سكايرم" تستطيع أن تكون بطلاً أينما أردت أو مجرماً أو حتى قاتل. أنت تختار طريقك وتطور من قدراتك. تستطيع الإنضمام لأخوية القتلة المأجورين وتستطيع الإنضمام لكلية السحر وتستطيع أيضاً أن تنظم للصوص في "ريفتن" وبالطبع تستطيع أن تنظم للمستذئبين في "وايترن" كما بإمكانك أن تختار الإنضمام للجيش الإمبريالي أو جيش المتمردين بقيادة "أولفريك ستورمكلوك" ـ

عالم "سكايرم" عالم شاسع جداً... ملاذ لك حين تكون بحاجة للهروب من الواقع الرتيب الممل. هناك تكون بطلاً  يقضي على التنانين، تكون ساحراً، تكون مجرماً، أو حتى مصاص دماء.. هناك تكون أي شيء تريد متى ما أردت ـ 



TES V Skyrim Soundtrack - Under an Ancient Sun



عنوان هذه القطعة الموسيقية يصفها بدقة تامة 




Friday, October 27, 2017

All is well



 لا بد لي من الإعتراف بأن العودة لهذه المدونة كانت درساً مهماً لي. لقد اصابني احباط حقيقي عندما عدت وقرأت كل هذه الترهات... لقد شعرت بالغثيان من ضعف هذه الفتاة التي لسنوات كثيرة كانت مثيرة للشفقة حقاً. ولكن في نفس الوقت قررت أن لا أزيل وجودها وقررت أن لا أكون مثلها مجدداً ابداً... نعم، العودة للوراء في بعض الأحيان تكون متعبة وتشعر الإنسان بنوع من الذل والمهانة، أن ينظر لنفسه من مكان مختلف... من مكانٍ أفضل. أن يخجل من شخصيته السابقة، من ضعفه وفشله وخيبات أمله. ولكن ذلك لا يعني أن لا ينظر ليتذكر بأنه اليوم في حالٍ أفضل، بأن كل تلك الإنكسارات كانت سبباً في أن يستيقظ من سباته ويعود للحياة من أوسع الأبواب ويبدأ من جديد في تشكيل شخصيته ورسم أحلامه وطموحاته. قد لا يكون هناك الكثير ليضاف ولكن هناك متسع لأشياء جميلة... 

خلال هذه السنوات وجدت أنني أقترب أكثر من تلك الصورة التي رسمتها في مخيلتي عني... تعرفون بالطبع ذلك الشعور بأنكم تنظرون لأنفسكم من خارج أجسادكم وتتابعون مسار حياتكم من زاوية مرتفعه قليلاً تشاهدون رؤوسكم من الخلف وتنتقدون تسريحة شعركم الغير مرتبة فتذهب يدكم تلقائياً للخلف لتعبث برؤوسكم وتحاول تصفيف الشعر بطريقة أكثر أناقة. تعرفون ذلك الشعور حين تنتقدون مشيتكم السخيفة ووقفتكم المنحنية وضحكتكم المتكلفة.. تعرفون كل هذا بالتأكيد


الأن وبعد ملاحقة نفسي لفترة من الوقت اكتشتفت بأني لست سيئة للحد الذي توقعته فهناك الكثير من الصفات المميزة التي اعجبت فيها حقاً بعد أن راقبتها عن كثب بمنظور الطرف الثالث. هناك الكثير من الأنانية طبعاً والكثير من العنجهية أيضاً ولكن هناك بعض الإصرار والقدرة على التحمل والكثير الكثير من الحب فأنا ببساطة أحب هؤلاء الناس الذين يعيشون حولي. أحب شخصياتهم المتفردة و شغفهم بما يفعلون، أحب ألوانهم وطبائعهم وأحب نفسي وأنا معهم. أحب كسلهم وخططهم الملغاة في آخر لحظة. هم كثيروا الضحك قليلوا الكلام، وجودهم بقربي له معنى واحد وهو أن العمل سيتوقف حتى يتركوني بسلام ولكني لا أستطيع مقاومة وجودهم حولي 


أكتشفت بأنني أيضاً سريعة النسيان، فعندما عدت وفتحت المدونه بعد سنوات من الغياب وجدت بعض المسودات التي يبدو أنني احتفظت فيها ببعض الرسائل الشخصية. تلك الرسائل التي تجعلك تفكر ملياً في سبب الإحتفاظ بها. بعد أن قرأتها  بعد أن كانت عيناي تشارفان على الإلتصاق بشاشه الحاسب الآلي وجدت نفسي أعود للوراء فجأة وأنا مندهشه بأنني قرأت هذه التفاهات وأنني في يوم ما بكيت بسببها وأنني احتفظت بها ليبقى العذاب والحزن والضيق للأبد. فما كان مني إلى أن وضعت اشارات على كل المربعات وضغطت زر الحذف بلا أي ندم. حذفت كل تلك الخيبات وأنا أبتسم وأنا سعيدة بأنني اليوم لا أذكر حتى اسم من أرسل هذه الرسائل ولا سبب ارسالها ولا احساسي وقتها. ولكن لا بد أنه كان شعوراً مقيتاً وأنا اليوم سعيدة جداً بنسيان كل هذه المشاعر

اليوم لا أكتب لأحد ... فقط لنفسي وللتعبير عن سعادتي ورضاي وتحرري التام من كل تلك الأحزان والضغائن والأوهام 




"نِسِيتَنِي يا نَمرُود" 

Sunday, October 15, 2017


بلمح البصر تمر السنوات
يمضي العمر كلحظة عشناها قبل زمن. قبل زمنٍ بعيد ما عدنا نذكر منه سوى ومضات تشع ببعض الذكريات. وكثير منها  تلاعبت بها المشاعر وتقلصت فيها التفاصيل، فهل فعلاً نذكر من نحن قبل عام  أو عامين أو 10 أعوام؟ أم أصبحت ذكرياتنا وطموحاتنا هباءاً منثوراً بعد كل هذا الوقت؟
إن  صادفت نفسك بعد 10 سنوات هل ستصفق لما أنجزت بعد كل هذا الوقت؟ هل ستستغرب من نفسك وما آلت إليه حياتك؟ هل ستضحك على تفاهة أحلامك أم ستبكي حرقة على السنوات التي أضعتها وأنت تبحث عن ذاتك، حبك، منصبك. أو حلمك؟

من أنت بعد مضي كل هذا الوقت؟ من أنا؟ من نحن؟
يا ترى كم كتاباً قرأت؟ كم بلداً سافرت؟ كم صديقاً إلتقيت؟ كم عزيزاً فارقت؟ كم حلماً حققت؟
بعد كل هذه السنوات.... هل لا زلت أنت...أنت؟؟؟