كان يا مكان في قديم الزمان
طفلة جميلة وطيبة وغير أنانية
كانت تحب اللعب بالقرب من البستان
وكان هناك... ذئبٌ جوعان
نظرته شرسة بلا رحمة ولا إنسانية
يتربص بتلك الفتاة المسكينة
حتى دخلت البستان
فاقترب منها وقال
مرحباً يا طفلتي العزيزة
فإرتعدت الطفلة وقالت بصوت يرتجف
مرحبا أيها الذئب
هل تدعني أمر بسلام ؟
فرد بمكر وقال
طبعاً يا عزيزتي
فالذئب لا يحب لحم الأقزام
فابتسمت الطفلة وتمشت في البستان
وتمشى معها الذئب كأنهما صديقان
وحكت له عن مغامراتها وشاركته أماكن لعبها
ثم حل الظلام
وبدأت الطفلة تفكر بطريق العودة
وعيناها ملئى بالدموع
ظلام وبرد وجوع
فنظر الذئب الشرس لها وقال بحنان
لا تقلقي يا صديقتي العزيزة
سأوصلك لبر الأمان
على أن تعديني أن تعودي وتلعبي معي غداً
لأننا اصبحنا صديقان
فضحكت الطفلة وقالت بإمتنان
طبعاً يا صديقي
سأعود غدأ لنلعب سوية
أعاد الذئب الطفلة لمدخل البستان
وركضت باتجاه منزلها فرحة
وما إن دخلت المنزل حتى امسكتها أمها
ونظرات الخوف والغضب تتطاير من عينيها الخضراوان
وسألتها عن مكانها وسبب تأخرها والناس نيام
فحكت لأمها قصتها والذئب
جزعت أمها وامسكت يدي طفلتها الصغيرة
كيف يخدعك هذا الذئب
ألا تدركين أنه سيأكلك ما إن يكسب ثقتك يا غبية !!
فحزنت الطفلة وبكت
لقد اصبح الذئب صديقاً لها
وليست من يخلف وعداً قطعته
تظاهرت بالإقتناع .. وذهبت للنوم وعقلها يحبك خطة ذكية
تريد الذهاب للذئب غداً
كما وعدته
وتأخذ له قطع اللحم التي في الثلاجة
وجاء الصباح
وافاقت طفلتنا الصغيرة
فرحة مسرورة
بفكرتها العبقرية
مشت بحذر لكي لا توقظ والديها
وأخذت هديتها لصديقها
وجدته ينتظرها بلهفة وسعادة
وما عادت نظراته تجاهها مخيفة
سلمته هديته وفرح بها
وفكر ما سيعطيها في المقابل
لكنها اوقفته وقالت : لا داعي يا صديقي
وهكذا كان حال الطفلة الطيبة
تزور صديقها كلما استطاعت
يجلسون معاً يتحدثون ويلعبون
حتى جاء يوم..
نظر الذئب لها وقال...
يا صديقتي الغالية ... قد كنت وحشاً شرساً..
فروضت مشاعري وصرت صديقاً لك
اعدك ان لا يصيبك مكروه وانت بجانبي
فابتسمت الطفلة وربتت على فرو الذئب
و في يوم من الأيام
مرضت الطفلة
ولم تزر صديقها فترة طويلة
وهو انتظرها
ثم قلق عليها
ثم دار حول منزلها في الليل يعوي عواء خفيفاً علها تفتح نافذتها لتطمئنه
وفي النهاية فقد الأمل وعاد للبستان حزيناً ...
مر أسبوع آخر...
وأسبوع
ثم تماثلت الطفلة للشفاء...
وعاد لها نشاطها
وكل ما كانت تفكر به هو صديقها الذئب
فجرت لتراه
ودخلت البستان تركض بفرح
ودخلت البستان تركض بفرح
فإذا به يفجأها
يقفز خلفها ويصدر صوتاً مخيفاً
نظرت له وابتسمت
هذه أنا يا صديقي... لقد مرضت ولازمت الفراش
ولكني الآن بأحسن حال
قال لها الذئب بصوت قاسي
لقد انتظرت طويلا يا طفلة
ولقد انمحت الذكريات وعاد الهدف من خداعي لك
انت ستكونين عشائي
فبكت الطفلة وقالت.. كيف تنسى كل ما حصل بيننا
ووعدك لي بأن تحميني
فضحك الذئب بخبث وقال... مجرد كلام يا عزيزتي
مجرد كلام...
مجرد كلام...
والآن من أين تريدين أن أبدأ بأكلك ؟
It Is Madness For a Sheep To Talk Of Peace With A Wolf :)
ReplyDeleteLove stories are always filled with madness
ReplyDeleteSeems like someone fooled you
ReplyDeleteaccepting to being fooled....
ReplyDeleterewarding oneself with peace...
being released from constant pain :)
Good :)
ReplyDeleteتلك اللحظة الأخيرة ، هي التي يكون فيها المرء ثملا بثقته .. مسلماً مفاتيحه .. وتلك يختارها كثيرون .. عن قصد او بدون قصد طبع :)
ReplyDelete