إنها تلك الغريبة
تضرب الأرض بخلخالها وهي تمشي
تحمل على خصرها سلة وتتغنى بلحن قديم لأغنية لا تذكرها
يتناثر شعرها خصلات تلمع تحت الشمس بخجل
تحجب شفتيها عن الرجال بوشاح شفاف
وتبتسم
إنها تلك الغريبة
تقطف الورود بيديها العاريتين
تتجرع بتلات الورد قطرات الدم المتساقطة من راحتيها لتزهو بلونها القاتم
تنثر الورود المنتشية بلونها المغري في السلة
وتحملها على خصرها
تتغنى بنفس اللحن
تتذكر كلمات الأغنية
تهمس بالكلمات لنفسها
وتضحك برقة
إنها تلك الغريبة
تأخذ طريقاً مختلفاً كل مرة
تمسح خطواتها بثوبها الطويل
تلك الخطوات الشفافة كجناحي فراشة
إنها تلك الغريبة
تصل لأطراف جبل نائي
تنثر الورود حيث وقفت
تجلس بهدوء و تحضن رجليها
ترسم قلباً على التراب أمامها
تطبع قبلة على وردة قاتمة و تضعها وسط القلب المغبر
تهمس للجبل
ألن تعيده لي؟" ...ـ"
إنها تلك الغريبة
لا تبكي
تتألم بصمت
تضحك
وتغني
لكنها
تلك الغريبة
التي تضرب الأرض بخلخالها وهي تمشي
وتبتسم