Sunday, January 21, 2007

روايتنا

لم أستطع أن أواري وجهي تحت التراب كنعامة
لم أستطع أن أرسم شبح إبتسامة لتكون تذكرة عبور ذلك الوجه
لم أستطع حتى أن أعود أدراجي أو أسابق الريح أمامي

بقيت مكاني ... مرتكزةً على قدمين مربوطتين لعكازين تعيسين
ولم قرر الوقت في تلك اللحظة أن يفارقني واختار أن يذهب مع حلزونٍ عجوز في سباقٍ أبدي على من يكون الأبطأ
إنه أمامي الآن... لحظةٌ إنتظرتها بفارغ الصبر .. وجدت نفسي أصلي أن يكون هذا مجرد حلم آخر أخرق كباقي أحلامي

لا أريد البقاء هنا .. أبعدوني .. أخرجوني .. لمَ الآن ؟ لمَ بعد كُل هذا الوقت ؟
كلمةٌ هي ما أرجوها منك .. همسة .. نظرة يتيمة .. شفقة .. إيماءة .. أي شيء كفيل بتحطيم الجليد !!! لكن .. لا شيء
وجه بلا معالم ... سماءٌ بلا غيوم .. قلب بلا نبضات

أعجز عن عبور هذا الجسر
أعجز عن ترقيع هذا القلب .. فلا توجد فيه قطعة إلا ورقعت بقطع أخرى

يقول : أشفق عليكي من حمل عبئ الفراق .. دعيني إذاً أفارقك وأحمل هذا العبئ
أقول : أذكرني وقت المطر ....................سحقاً ، لا أريدك أن تذهب
أسمع صدى هذه الكلمات مع الريح القادمة من ذاك الباب ... ذات الباب وذات الكلمات
إننا نلعب ... لعبة غريبة ... ليس لها اسمٌ حتى الآن
قوانين اللعبة أن نختار فترة غير مناسبة للفراق ونفترق فيها .. وأن نجمع كل الكلمات التي لا ينبغي لنا قولها ونقولها
ثم نغلق الباب بقوة حتى يسمع صداها ... ........ و نعود من جديد
تارة أعود أنا .. وتارة يعود هو
وقت اللعبة : غير محدد .. إلى ما لا نهاية
الفائز : من يستطيع البقاء بعيداً أطول فترة

إنني أراه للمرة الأولى
هذه المرة فقط
استجمع ما تبقى لي من قوتي
أصرخ صرخة مدوية لم تفارق جدران صمتي
أبكي دموعاً حارة لم تفارق أجفاني
ثم أضحك وأقهقه ملئ فمي لهذا الفشل المدوي في أرجاء عقلي
..... يتــــبع